Si un homme atteint le coeur de sa propre religion, il atteint également le coeur des autres religions.
[Gandhi]

samedi 28 novembre 2009

الفتوحات المكيّة

فكان أول اسم كتبه ذلك القلم الاسمى دون غيره من الأسما اني أريد أن أخلق من أجلك يا محمد العالم الذي هو ملكك فاخلق جوهرة الما فخلقتها دون حجاب العزة الاحمى وأنا على ما كنت عليه ولا شىء معى في عما فخلق الماء سبحانه بردة جامدة كالجوهرة في الاستدارة والبياض وأودع فيها بالقوة ذوات الاجسام وذوات الاعراض ثم خلق العرش واستوى عليه اسمه الرحمن ونصب الكرسى وتدلت اليه القدمان فنظر بعين الجلال إلى تلك الجوهرة فذابت حياء وتحللت أجزاؤها فسالت ماء وكان عرشه على ذلك الماء قبل وجود الارض والسماء وليس في الوجود اذ ذاك إلا حقائق المستوى عليه والمستوى والاستواء فارسل النفس فتموج الماء من زعزعه وأزبد وصوت بحمد الحمد المحمود الحق عندما ضرب بساحل العرش فاهتز الساق وقال له أنا أحمد فخجل الماء ورجع القهقرى يريد ثبجه وترك زبده بالساحل الذي أنتجه فهو مخضة ذلك الماء الحاوى على أكثر الأشياء فأنشأ سبحانه من ذلك الزبد الارض مستديرة النشء مدحية الطول والعرض ثم أنشأ الدخان من نار احتكاك الارض عند فتقها ففتق فيه السموات العلى وجعله محل الانوار ومنازل الملأ الأعلى وقابل بنجومها المزينة لها النيرات ما زين به الارض من ازهار النبات وتفرد تعالى لآدم وولديه بذاته جلت عن التشبيه ويديه فأقام نشأة جسديه وسواها تسويتين تسوية انقضاء أمده وقبول أبده وجعل مسكن هذه النشأة نقطة كرة الوجود وأخفى عينها ثم نبه عباده عليها بقوله تعالى بغير عمد ترونها فإذا انتقل الإنسان إلى برزخ الدار الحيوان مارت قبة السماء وانشقت فكانت شعلة نار سيال كالدهان فمن فهم حقائق الاضافات عرف ما ذكرنا له من الاشارات فيعلم قطعا انّ قبة لا تقوم من غير عمد كما لا يكون والد من غير ان يكون له ولد فالعمد هو المعني الماسك فان لم ترد ان يكون الإنسان فاجعله قدرة المالك فتبين انه لابدّ من ماسك يمسكها وهى مملكة فلابدّ لها من مالك يملكها ومن مسكت من أجله فهو ماسكها ومن وجدت له بسببه فهو مالكها ولما ابصرت حقائق السعداء والاشقياء عند قبض القدرة عليها بين العدم والوجود وهى حالة الانشاء حسن النهايه بعين الموافقة والهدايه وسوء الغاية بعين المخالفة والغوايه سارعت السعيدة إلى الوجود وظهر من الشقية التثبط والابايه ولهذا أخبر الحق عن حالة السعداء فقال أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون يشير إلى تلك السرعه وقال في الاشقياء فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين يشير إلى تلك الرجعه فلولا هبوب تلك النفحات على الاجساد ما ظهر في هذا العالم سالك غىّ ولا رشاد ولتلك السرعة والتثبط أخبرتنا صلى الله عليك ان رحمة الله سبقت غضبه هكذا نسب الرّاوى اليك ثم أنشأ سبحانه الحقائق على عدد أسماء حقه وأظهر ملائكة التسخير على عدد خلقه فجعل لكل حقيقة اسما من أسمائه تعبده وتعلمه وجعل لكل سرّ حقيقة ملكا يخدمه ويلزمه فمن الحقائق من حجبته رؤية نفسه عن اسمه فخرج عن تكليفه وحكمه فكان له من الجاحدين ومنهم من ثبت الله أقدامه واتخذ اسمه امامه وحقق بينه وبينه العلامه وجعله أمامه فكان له من الساجدين ثم استخرج من الاب الأوّل أنوار الاقطاب شموسا تسبح في أفلاك المقامات واستخرج أنوار النجباء نجوما تسبح في أفلاك الكرامات وثبت الاوتاد الاربعة للاربعة الاركان فانحفظ بهم الثقلان فازالوا ميد الارض وحركتها فسكنت فازينت بحلى أزهارها وحلل نباتها وأخرجت بركتها فتنعمت أبصار الخلق بمنظرها البهى ومشامّهم بريحها العطرى واحناكهم بمطعومها الشهى ثم أرسل الابدال السبعة ارسال حكيم عليم ملوكا على السبعة الاقاليم لكل بدل اقليم ووزر للقطب الامامين وجعلهما امامين على الزمامين فلما أنشأ العالم على غاية الاتقان ولم يبق أبدع منه كما قال الامام أبو حامد في الامكان وابرز جسدك صلى الله عليك للعيان أخبر عنك الراوى انك قلت يوما في مجلسك ان الله كان ولا شىء معه بل هو على ما عليه كان وهكذا هي صلى الله عليك حقائق الاكوان فما زادت هذه الحقيقة على جميع الحقائق إلا بكونها سابقة وهنّ لواحق

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire