
....وهرمس هو بالضّبط ذلك الوسيط :فهو المراسل فيما بين "زيوس" و بين البشر الفانين ؛ يعبر هذه العقبات الأنطولوجيّة بسهولة و يسر ,و هو وفقا للأسطورة ,لصّ شهير يعبر أيضا عتبة الشّرعيّة دون تأنيب الضّمير .
وهو ربّ الأحلام ووسيط بين اليقظة و الحلم ,بين اللّيل و النّهار .تخفيه خوذته المسحورة وتظهره وقت ما يشاء . وهو ربّ التّأويب يتسربل باللّيل ,وربّ الرّقاد بيده النّوم و بيده اليقظة .إنّه دائما على الأعتاب ,الأطراف ,الهوامش ,ألحوافي ,التّخوم ,المفارق .وحتّى شهوته لم تكن موجّهة للإخصاب أو لتأسيس أسرة ,بل هي شهوة أفروديتيّة مختلسة مسترقة دون نظر في العواقب
هرمس يا معلّم
RépondreSupprimer